قبل نحو عشر سنوات، كانت النصيحة الذهبية للشباب الباحثين عن مستقبل مستقر هي:
أما اليوم، ومع صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي، فقد انعكست النصيحة تماماً لتصبح:
فوفقاً لتقرير جديد صادر عن منظمة إدارة الموارد البشرية الأميركية (SHRM)، فإن الوظائف التي تعتمد على العمليات الحسابية أو المهام الرقمية -مثل البرمجة والهندسة- هي الأكثر عرضة لخطر الأتمتة والاستبدال بالذكاء الاصطناعي.
استطلعت المنظمة آراء أكثر من 20 ألف عامل أميركي، لتحديد نسبة المهام التي تمت أتمتتها في مجالات مهنية متعددة، بالإضافة إلى رصد العوائق غير التقنية التي تحدِّ من قدرة الذكاء الاصطناعي على الإحلال الكامل، مثل تفضيلات العملاء، والقيود القانونية والتنظيمية.
وجاءت النتائج كالتالي:
بمعنى آخر، ليس كل ما يمكن للآلة فعله يُسمح لها بفعله.
تتناقض هذه النتائج مع تحذيرات بعض قادة صناعة الذكاء الاصطناعي، مثل الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك “داريو أمودي” الذي توقَّع في وقتٍ سابق أن تقضي التقنية على نصف الوظائف المكتبية المبتدئة خلال سنوات قليلة، رافعةً معدلات البطالة إلى 10–20%.
وبحسب منظمة إدارة الموارد البشرية الأميركية، فإن التحول سيكون تدريجياً لا كارثياً، إذ ستعيد التكنولوجيا تشكيل طبيعة العمل بدلاً من إلغائه.
بهذا الصدد، يقول جيمس أتكينسون، نائب رئيس المنظمة للفكر القيادي:
تُظهر الدراسة أن العقبات غير التقنية هي العامل الأهم الذي يحدِّ من قدرة الذكاء الاصطناعي على إحلال البشر.
ومن أبرز هذه العوائق:
حتى لو كانت الأنظمة قادرة على أداء المهمة، فإن العامل البشري لا يزال مطلباً أساسياً.
فمثلاً، يمكن لأجهزة الكمبيوتر قيادة الطائرات من الناحية التقنية، لكن لا أحد يرغب في الصعود إلى طائرة دون طيار في قمرة القيادة.
مثل عقود النقابات العمالية التي تفرض وجود العنصر البشري في بعض المهن، رغم احتمال تغيُّر هذه اللوائح مع تطور الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
قد تكون الأتمتة مجدية اقتصادياً للشركات الكبرى، لكنها غير عملية للمتاجر الصغيرة التي تعتمد على التفاعل الإنساني المباشر.
تشير نتائج المسح إلى أن الوظائف التقنية والرياضية تأتي في طليعة القطاعات المعرَّضة للاستبدال.
فحوالي 12.8% من هذه الوظائف تُنفَّذ حالياً بواسطة أنظمة مؤتمتة دون وجود عوائق غير تقنية.
ويشمل ذلك مجالات مثل:
في المقابل، فإن قطاعات مثل الإنتاج الصناعي شهدت أتمتة واسعة بالفعل، لكن بدرجة أقل من اعتمادها على الذكاء الاصطناعي التوليدي.
على الجانب الآخر، فإن الوظائف التي تعتمد على التفاعل الإنساني المباشر تظل الأكثر أماناً، خصوصاً في المجالات التالية:
بهذا الصدد، يضيف أتكينسون:
في السياق نفسه، أظهرت الدراسة أن الشركات تبحث اليوم عن مهارات بشرية شاملة أكثر من المهارات التقنية البحتة.. فالذكاء الاصطناعي لا يستطيع القيام بالآتي:
لذا، يضيف أتكينسون:
الذكاء الاصطناعي إذن لن يسرق وظيفتك بالكامل، لكنه سيغيِّر شكلها جذرياً، فبدلاً من القلق من فقدان العمل، ينبغي التركيز على تعلُّم مهارات جديدة تتكامل مع الذكاء الاصطناعي وتستفيد من قدراته.
فالمستقبل لا يتعلق بما إذا كانت الآلة ستحل مكان الإنسان، بل بقدرة الإنسان على العمل جنباً إلى جنب مع الآلة.
المصادر:
Cnet
ظهرت المقالة لماذا لن يسرق الذكاء الاصطناعي وظيفتك بسهولة؟ أولاً على بلوك تِك.
المصدر
تعلَّم البرمجة!
أما اليوم، ومع صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي، فقد انعكست النصيحة تماماً لتصبح:
لا تتعلَّم البرمجة، ربما عليك أن تصبح ممرضاً!
فوفقاً لتقرير جديد صادر عن منظمة إدارة الموارد البشرية الأميركية (SHRM)، فإن الوظائف التي تعتمد على العمليات الحسابية أو المهام الرقمية -مثل البرمجة والهندسة- هي الأكثر عرضة لخطر الأتمتة والاستبدال بالذكاء الاصطناعي.
الأرقام تكشف حقيقة مختلفة
استطلعت المنظمة آراء أكثر من 20 ألف عامل أميركي، لتحديد نسبة المهام التي تمت أتمتتها في مجالات مهنية متعددة، بالإضافة إلى رصد العوائق غير التقنية التي تحدِّ من قدرة الذكاء الاصطناعي على الإحلال الكامل، مثل تفضيلات العملاء، والقيود القانونية والتنظيمية.
وجاءت النتائج كالتالي:
- 15.1% من الوظائف في الولايات المتحدة (أي نحو 23.2 مليون وظيفة) أصبحت مؤتمتة بنسبة لا تقل عن 50%.
- 7.8% من الوظائف (ما يعادل 12 مليوناً) تُنفَّذ حالياً باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بنسبة تفوق 50%.
- 6% فقط من إجمالي الوظائف (حوالي 9.2 ملايين) يمكن اعتبارها فعلاً مهدَّدة بالاستبدال.
بمعنى آخر، ليس كل ما يمكن للآلة فعله يُسمح لها بفعله.
بين المبالغة والواقع
تتناقض هذه النتائج مع تحذيرات بعض قادة صناعة الذكاء الاصطناعي، مثل الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك “داريو أمودي” الذي توقَّع في وقتٍ سابق أن تقضي التقنية على نصف الوظائف المكتبية المبتدئة خلال سنوات قليلة، رافعةً معدلات البطالة إلى 10–20%.
وبحسب منظمة إدارة الموارد البشرية الأميركية، فإن التحول سيكون تدريجياً لا كارثياً، إذ ستعيد التكنولوجيا تشكيل طبيعة العمل بدلاً من إلغائه.
بهذا الصدد، يقول جيمس أتكينسون، نائب رئيس المنظمة للفكر القيادي:
إنها تكنولوجيا استثنائية بلا شك، وستغيّر الطريقة التي ننظر بها إلى العمل، لكنها قد لا تتسبب في فقدان الوظائف بالوتيرة التي يتوقّعها البعض.
ما الذي يمنع الأتمتة الكاملة للوظائف؟
تُظهر الدراسة أن العقبات غير التقنية هي العامل الأهم الذي يحدِّ من قدرة الذكاء الاصطناعي على إحلال البشر.
ومن أبرز هذه العوائق:
1- تفضيل العملاء
حتى لو كانت الأنظمة قادرة على أداء المهمة، فإن العامل البشري لا يزال مطلباً أساسياً.
فمثلاً، يمكن لأجهزة الكمبيوتر قيادة الطائرات من الناحية التقنية، لكن لا أحد يرغب في الصعود إلى طائرة دون طيار في قمرة القيادة.
2- اللوائح القانونية والتنظيمية
مثل عقود النقابات العمالية التي تفرض وجود العنصر البشري في بعض المهن، رغم احتمال تغيُّر هذه اللوائح مع تطور الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
3- الجدوى الاقتصادية
قد تكون الأتمتة مجدية اقتصادياً للشركات الكبرى، لكنها غير عملية للمتاجر الصغيرة التي تعتمد على التفاعل الإنساني المباشر.
المهن الأكثر عرضة للأتمتة
تشير نتائج المسح إلى أن الوظائف التقنية والرياضية تأتي في طليعة القطاعات المعرَّضة للاستبدال.
فحوالي 12.8% من هذه الوظائف تُنفَّذ حالياً بواسطة أنظمة مؤتمتة دون وجود عوائق غير تقنية.
ويشمل ذلك مجالات مثل:
- البرمجة والهندسة التقنية
- الإدارة والعمارة
- التحليل الرياضي
في المقابل، فإن قطاعات مثل الإنتاج الصناعي شهدت أتمتة واسعة بالفعل، لكن بدرجة أقل من اعتمادها على الذكاء الاصطناعي التوليدي.
المهن الأقل عرضة للاستبدال
على الجانب الآخر، فإن الوظائف التي تعتمد على التفاعل الإنساني المباشر تظل الأكثر أماناً، خصوصاً في المجالات التالية:
- القطاع الصحي: حيث لا تتجاوز نسبة الوظائف المؤتمتة 3% فقط.
- الخدمات الاجتماعية والرعاية: لأنها تتطلب تعاطفاً وتفاعلاً إنسانياً لا يمكن للآلة تقليده.
بهذا الصدد، يضيف أتكينسون:
القطاع الصحي من القطاعات القليلة التي تستمر في تحقيق نمو وظيفي شهري، وسيتواصل هذا النمو مع تقدم السكان في العمر، وهو أيضاً الأقل عرضة للأتمتة.
المهارات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي تقليدها
في السياق نفسه، أظهرت الدراسة أن الشركات تبحث اليوم عن مهارات بشرية شاملة أكثر من المهارات التقنية البحتة.. فالذكاء الاصطناعي لا يستطيع القيام بالآتي:
- حل المشكلات العامة والمعقّدة.
- التفاعل الإنساني وفهم العواطف والسياق الاجتماعي.
- الإبداع والتفكير النقدي.
لذا، يضيف أتكينسون:
تُدرك المؤسسات أننا بحاجة إلى موظفين يمتلكون مهارات التفكير الشمولي وحل المشكلات، وليس فقط من يجيدون التعامل مع التقنية.
الذكاء الاصطناعي إذن لن يسرق وظيفتك بالكامل، لكنه سيغيِّر شكلها جذرياً، فبدلاً من القلق من فقدان العمل، ينبغي التركيز على تعلُّم مهارات جديدة تتكامل مع الذكاء الاصطناعي وتستفيد من قدراته.
فالمستقبل لا يتعلق بما إذا كانت الآلة ستحل مكان الإنسان، بل بقدرة الإنسان على العمل جنباً إلى جنب مع الآلة.
المصادر:
Cnet
ظهرت المقالة لماذا لن يسرق الذكاء الاصطناعي وظيفتك بسهولة؟ أولاً على بلوك تِك.
المصدر
مواضيع مشابهة
اخر المواضيع